قالت "شهرزاد" في حكاية الليلة 921 :" بلغني أيها الملك السعيد أن اللص الذئب لما أعيته الحيلة انطلق إلى البرية، واصطاد أسدا، وسلخ جلده وحشاه تبنا، فأخاف راعي الحملان الذي تركها هاربا. لكن الأعجب مولاي أنه على البعد، وهو يتفرج عليها تقاوم بمفردها الذبح والشي، طالب بنزع مجرد عصاة تهش بها الذئب عنها".

ولما تجاوزت "شهرزاد" الليلة 1001، عادت لتحكي :"يعلم الجميع أن اللص الذئب رفض مرارا إرسال قوة حفظ سلام لحماية الحملان أو للوقوف بينه وبينها، وبعدما اخترع كل الأكاذيب مدعيا أنها معتدية وتهدده، وتعكر عليه الماء. وتعلم مولاي أن حليفته الولايات المتحدة أسقطت (بالفيتو) في مجلس الأمن عشرات القرارات لإنشاء قوة حفظ سلام تحمي الحملان، ولو حتى كانت من مراقبين مدنيين، طالما عجزت الأمم المتحدة عن تنفيذ قرارات جمعيتها العامة بأغلبية ساحقة إرسال قوة حفظ سلام من عسكريين أو شرطة للأراضي المحتلة في غزة والضفة". 

وواصلت قائلة: "يتسلح اللص الذئب وحده ويفاخر بالقنبلة النووية، ويهدد بها. ومنذ سنوات يتوقف كل رعاة الحملان، إلا من رحم ربي، عن المطالبة بنزع سلاحه النووي وضمان إخلاء المنطقة كلها منه.كما يظل الذئب يتسيد الجو بأخطر الطائرات وأقوى الصواريخ والقنابل فتكا و تدميرا".

وسكتت "شهزراد" عن الكلام غير المباح، لكن الملك "شهريار"، قال منهيا الحكاية هذه المرة: "إذا كان هناك من يروى قصة لابنه قبل النوم فلا يحاول إقناعه بتجريد الحملان من عصا يهشون بها عنهم الذئب، لعله يرتدع ويبتعد. لن يقبل صغيرك مهما حاولت التلاعب بخياله، وتوجيه تعاطفه للجانب الخاطئ. وربما يضرب الأرض بقدميه غاضبا، ويبكي من شعوره بالظلم الذي يتهدد الحملان. وحتما سيصرخ : أترك الحملان لحالها وجراحها و مقاومتها. ومن قال لك أن تقترح؟. ومن سمح لك بإدعاء تمثيلها كي تسلمها للص الذئب المتربص المدجج بكل السكاكين وأسلحة الدمار؟".

و صاح الديك وتحدى معلنا قرب الصباح.

وعجبي!
-----------------------------
بقلم: كارم يحيى